responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27

والفلسفة دراسة جيدة، لأن الكثير ممن ينكر الأدلة المطروحة فيها، أو يشاغب فيها، يكون مصدره الجهل بها، أو قلة معرفته بها، أو كما عبر عن ذلك [فرنسيس بيكون] بقوله: (القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، ولكن التعمق فيها ينتهي بالعقول إلى الإيمان.. إذا أمعن (العقل) النظر وشهد سلسلة الأسباب كيف تتصل حلقاتها فأنه لا يجد بدًا من التسليم بالله)[1]

وهذا شرح مختصر لبعضها، كما يورده المتكلمون والفلاسفة في المدارس المختلفة.

1 ـ برهان العلية:

وهو من البراهين البديهية العقلية التي تتفق عليها العقول، وقد أشار إليه قوله تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرض بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36)﴾ [الطور: 35، 36]، فالقرآن الكريم من خلال هاتين الآيتين الكريمتين يبين أن العدم لا يمكن أن يصنع شيئاً، ولذلك فإن الحادث يحتاج إلى محدث، فلا رجحان من دون مرجح.

والدليل على كون هذا البرهان من البراهين القطعية الفطرية هو تلك العبارات الكثيرة التي نسمع بها من عوام الناس، والتي تستند إلى هذا الدليل، ومن أمثلتها أن عجوزا كانت تمسك مغزلا، سئلت عن سر إيمانها، فقالت: (من آلة النسيج هذه، فعند ما أمسك مقبضها وأدوّره بهذا الدوران ينسج الحبل، وحيث أرفعُ يدي وأتوقف عن التدوير تتوقّف ويبقي الصوف والقطن على حاله، عندها لا نسيج ينسج، ولا ليف يبرم.. من هنا أيقنت أن للأفلاك والنجوم والكواكب السيّارة والشمس والقمر والأرض ونظام الخلق بأجمعه خالقاً مقتدراً،


[1] مُلحدون محدثون معاصرون، د. رمسيس عوض، ص 58.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست