نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 325
تخدم الفرد،
وتخدم المجتمع وتقيم عمارة الأرض التي لا تستقيم إلا بالحرية المنضبطة بضوابط
المسؤولية.
ولذلك فإن
الحرية في الإسلام تنطلق من الخصائص التي عرف بها الإسلام الإنسان، وأولها
العبودية لله، وهي تعني الانقياد التام والطاعة الكاملة لله؛ فهي التي تحرر
الإنسان من كافة العبوديات والانقيادات والتبعات لأية جهة أخرى.
فالعبودية لله
تعني أسمى أنواع الحرية التي لم يحلم بها الإنسان، ولم يتصورها أبداً، وهو يصارع
ألوان العبوديات التي سلبت منه نعمة الحرية والحياة الآمنة والعيش الهانىء.
وهي تحرر
الإنسان من كل القيود.. لا من قيود الظلم والامتهان والاستعباد والآلهة المزورة
فحسب، وانما من قيود النفس وأهوائها الجامحة ونزعاتها الجنونية.
وذلك ما يتيح
للانسان شق طريقه بشكل أفضل وأداء دوره بالصورة المطلوبة.
ولئن كانت
الحرية في الحضارات الغربية تبدأ من التحرر لتنتهي إلى ألوان من العبودية
والأغلال، فإن الحرية الرحيبة في الإسلام على العكس.. لأنها تبدأ من العبودية
المخلصة لله تعالى لتنتهي إلى التحرر من كل اشكال العبودية المهينة[1].
فالإسلام يأمر
بالعبودية التي تتوجه لله وحده من دون أي وسائط.. ولذلك فإن هذه العبودية هي عين
الحرية.. فهي تحرره من أي قيد فكري أو سياسي أواجتماعي أونفسي.. وغيرها من القيود
التي تحاول فرضها عليه الافكار والعقائد والتقاليد والقوى التي لاتمت إلى الله
بصلة، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى
كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا
نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ
اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل
عمران:64)
[1]
الاضواء، العدد 2، مقالة للشهيد آية الله الصدر.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 325