نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 355
بصورة مادية
بحتة حتى مسألة الأخلاق والقيم.
وكل هذا غير
صحيح، لأن القيم الأخلاقية لا يمكن أن تعتمد على المعايير المادية، أو كما عبر الشيخ
مطهري بقوله: (والفرق بين الفعل الأخلاقي وسائر الأفعال هو أن الفعل الأخلاقي قابل
للثناء والمدح، ويضفي الناس قيمة على مثل هذا الفعل، لكن هذه القيمة ليست من نوع
القيمة التي يقيم بها عمل أحد العمال، وذلك لأن العامل يوجد قيمة مادية يستحق
مبلغاً من المال أو شيئاً من السلع في مقابل عمله، بينما الفعل الأخلاقي يتميز
بقيمة تفوق هذه القيم بحيث لا يمكن تقويمها بالمال ولا بالسلع المادية. فالجندي
الذي يضحي بروحه من أجل الآخرين يقوم بفعل ذي قيمة، لكن هذه القيمة ليست من لون
القيم المادية)[1]
لذلك لا يمكننا
قياس القيم الأخلاقية بالمعايير الإلحادية (المادية)، لأنه يصعب عليها تفسيرها
وتبريرها، وكلامنا هذا ليس عن الملحدين وإنما عن الفلسفة المادية الإلحادية، فهناك
فرق بين الأمرين كما وضحنا ذلك سابقا، وكما سنوضحه في الوجه التالي.
3 ـ عدم التفريق بين الفلسفة الأخلاقية والواقع
الأخلاقي
من المغالطات
التي يمارسها الملاحدة في هذا المجال هروبهم من فلسفة الأخلاق إلى واقع الأخلاق،
وهذه مغالطة كبيرة، ذلك أن الواقع الأخلاقي قد يكون له مصادر أخرى غير الإلحاد؛
فلذلك لا يمكن اعتباره.
ومن أجل ذلك
ينبغي أن يكون الحوار مع الملاحدة حول الفلسفة الأخلاقية للدين، وليس عن الواقع
الأخلاقي العملي للمتدينين، وهذا الخلط يقع فيه بعض الملاحدة فيركز
[1] فلسفة الأخلاق للشيخ الشهيد مرتضى المطهري ص5-6، منشور ضمن كتاب سلوك
وأخلاق الإسلام، الطبعة الأولى 1432هـ-2011م.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 355