responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 415

وإنّما هو آلة ميكانيكيّة الحركة. إنّه ليس روحًا حرّة قادرة على أن تتعلّم الرضوخ من آلامها، وإنّما هو روبوت مثل الإشارة الضوئية عند مفترق الطرق)[1]

وبناء على هذا يعتبر الفيلسوف الأمريكي [ألفن بلنتنجا] من أبرز المدافعين عن حجّة الإرادة الحرّة في نقض دعوى لامنطقية الشر في عالم أنشأه إله حكيم ورحيم؛ فهو يرى أنّ ملَكة حريّة الإرادة عند الإنسان (مبرّر معقول لنفي عدم تساوق وجود الإله الكامل مع وجود الشر؛ فإنّ الشر الأخلاقي هو نتيحة لممارسة الإنسان الفعل النابع من إرادته الحرّة.. فالشر هنا ضريبة لازمة ومنطقيّة ومرضيّة لنعمة الإرادة الحرّة؛ وبذلك ينتقض الاعتراض على عدل الله أنّه يسمح للشر بالوجود.. إنّه لا معنى عقلًا وواقعًا أن نتحدّث عن كائن حر يملك إرادة الاختيأر ضمن الطبيعة البشريّة المحضة، ثم هو لا يفعل إلّا الخير)[2]

ويذهب إلى أبعد من ذلك، حين يقول: (إن حقيقة أنّ مخلوقات حرّة تزلّ أحيانًا، لا تحسب ضد وجود قدرة الله الكليّة ولا ضد خيريّته؛ لأنّه ليس بالإمكان أن يُمنع وقوع الشر الأخلاقي إلّا بمنع إمكانية الخير الأخلاقي)، أي إنّنا أمام استحالة عقليّة محضة، ملخصها أنّه يمتنع عقلًا الجمع بين وجود إرادة حرّة تفعل ضمن حريّتها، وعجز هذه الإرادة عن أن تفعل غير الشر.. كما أنّ منع هذا الشر يعني إلغاء حريّة الإنسان، وتحوّله إلى كائن موجّه غير مريد، وهو ما يؤول إلى منع تسمية فعله الميكانيكي الصواب، خيرًا؛ لأنّه ليس فعلًا اختياريًا.

ومثله ذهب الفيلسوف [مايكل بترسون] حين قال: (إنّه كلّما كانت الاختيارات أمام الإنسان أوسع، وكانت إرادته قادرة على انتقاء أحدها، كلّما كان الإنسان أقدر على خير أكبر وشر أبلغ، وكلّما ضُيّق على الإنسان في إرادة الفعل عنده؛ كلّما تقلّصت قدرته على فعل كلّ من الخير والشر)[3]


[1] J. S. Whale, The Problem of Evil (London: SCM Press, 1954), pp.33-34.

[2] Alvin Plantinga, God, Freedom, and Evil (Grand Rapids: Eerdmans, 1977.

[3] Michael Peterson, “The Problem of Evil: The Case against God’s Existence,” in Michael L Peterson; et al., Reason and Religious Belief: an introduction to the philosophy of religion (New York: Oxford University Press, 1998), pp. 126-127.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست