responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 438

ممّا ارتكب)

فهذه الأُمور ـ في نظر راسل ـ هي التي جعلت الإنسان يلوذ إلى (قوة عليا) اخترعها ليسكن إلى حمايتها، ويرتاح في كنفها.

وما ذكره يوقفنا على ثلاثة إشكالات أساسية في هذه النظرية، وما قيل في تقريرها وتبريرها:

أولها: هو أن أصحاب هذه النظرية اتّفقوا على الغفلة عن أنّ هناك عللاً طبيعية روحية كالفطرة، أو منطقية وعقلية، هي التي دعت العقول والفطر إلى إثبات وجود قوة عليا عندما يواجه هذا النظام البديع، وهذه العلل الّتي تكشف عن أنّ للاعتقاد جذوراً واقعية في النفس والعقل الإنسانيّين غير عامل الخوف من الحوادث الطبيعية المرعبة.

والعقل يدل على أنّ مجال نحت التعليلات الفرضية يختص بالعادات والحالات الّتي لا يوجد لها جذور واقعية في النفس أو العقل الإنسانيّين، كالتشاؤم لرؤية الغراب أو سماع نعيبه، أو الاعتقاد بنحوسة الرقم 13، وغير ذلك من التقاليد والعادات الخرافية السائدة في بعض الأُمم والشعوب على اختلاف مسالكها وعقائدها.

وأمّا ما كان له جذور واقعية في النفس الإنسانية بأن كان له علّة طبيعية، أو سبب منطقي في فطرة الإنسان وعقله، فإنه لا يكون موضعاً للفرضيات المنحوتة والتعليلات الاحتمالية، بل يكون تجاهل تلك العلّة الواقعية الطبيعية والسبب المنطقي ظلماً فضيعاً بحق العلم والفلسفة، وهو ما ارتكبه أصحاب هذه النظرية ومؤيدوها، وذلك عندما رفضوا أوتجاهلوا (فطرية التديّن) أو (الرابطة العقلية بين مشاهدة النظام والاعتقاد بوجود منظم للكون)، وعمدوا إلى اختراع هذه النظرية وتفسير نشوء العقيدة بها.

ثانيا: إنّ هذه التعليلات فرضيات ذهنية لا يدعمها أيُّ دليل يفيد يقيناً، ويوجب اطمئناناً، وهي تبقى كذلك فرضيات ليس لها أيّ قيمة علمية مهما ألبسوا عليها من حلل

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست