نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45
إلى من يكمله.
فنحن نشعر بوجود
الروح فينا فنحرص عليها دون أن نشعر بها بإحدى الحواس الظاهرة وفي أنفسنا نشعر
بالعواطف والوجدانيات، كالحب والبغض والرغبة والكره، فما الدليل على وجودها فينا
وهي متغلغلة في داخلنا هل نستطيع أن نقيم عليها دليلاً أكثر من أننا نشعر بها وهي
حق لا شك فيه كذلك حاجة النفس إلى قوة مدبرة.
وتثار حول هذا
البرهان بعض الشبهات، وهذا هو تقريرها وكيفية الرد عليها[1]:
1 ـ لوكانت
معرفة الله فطرية لما أنكرها أحد: والجواب على هذا هو أن الإقرار بالخالق وكماله
يكون فطرياً ضرورياَ في حق من سلمت فطرته، وإن كان مع ذلك تقوم عليه الأدلة
الكثيرة، وقد يحتاج إلى الأدلة عليه كثير من الناس عند تغير الفطرة.
وما يحصل من
ضلال أوانحراف في هذه الفطرة أمر طارئ على هذه الفطرة السليمة فالإنسان قد تحيط به
مؤثرات كثيرة تجعله ينحرف عن المعبود الحق، والبشر جميعا في كل العصور يبحثون عن
إله يعبدونه، وهذا استجابة لنداء مرتكز وموجود في داخلهم.
بالإضافة إلى
ذلك، فإن من أثر عنه إنكار الخالق في البشر قليلون جداً على مرّ التاريخ مقارنة مع
من يثبت وجوده، وهذه القلة على قسمين:
أحدهما: من ينكر
وجود الله ظاهراً فقط، مع إيمانه بخلاف ذلك في قرارة قلبه، كما قال تعالى: ﴿وَجَحَدُوا
بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ [النمل: 14]
والثاني: هو في الحقيقة معترف بوجود صانع مدبر
خالق ظاهراً وباطناً، غير أنه يحيل ذلك إلى الطبيعة أوغيرها، مما يدل على وجود
علوم أولية فطرية مشوبة بالمؤثرات