responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 475

هداية من الله لعباده، بل يجب أن يقترن ذلك بادعائه لهذه الوساطة، لننظر بعدها في إمكانية توفره على شروط هذه الوساطة.

وهذا الضابط يخرج أكثر من عرفتهم البشرية من شخصيات عظيمة مشهورة، قد يتوهم أن لها دورا في تعريف الخلق بحقائق الوجود، أو هدايتهم إلى سننه ونواميسه.

فيخرج بهذا الضابط كل الملوك الجبابرة، وكل قادة الجيوش، وكل الحكماء والفلاسفة وكل الشعراء والأدباء، ذلك أنهم جميعا لم يدعو النبوة، ولم يذكروا أن ما جاءوا به من عند الله[1].

ب ـ الإتيان بالمعجزة:

وهو من الضوابط التي اتفقت عليها الفطر، ودل عليها العقل، وأثبتها القرآن الكريم، فقد ورد فيه النصوص الكثيرة الدالة على أن من معايير وضوابط تمييز النبي عن المتنبي تَجهّز المدّعي بالإعجاز، وإتيانه بخوارق العادة، متحدياً بها غيره على وجه لايقدر أحد على مقاومته، حتى نوابغ البشر.

ولأجل ذلك لمّا ادّعى صالح ـ عليه السَّلام ـ النبوّة، قوبل بجواب قومه: ﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [الشعراء: 154]، فأجابهم صالح ـ عليه السَّلام ـ لطلبهم، ولو كان طلبهم غير معقول لما أجابهم، فقد قال تعالى تعقيبا على الآية السابقة: ﴿قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الشعراء: 155، 156]

وهكذا ذكر القرآن الكريم أن الأنبياء عليهم السلام يخبرون الناس بتجهيزهم بالمعجزات عند طرحهم دعوى النبوة، قبل أن يطلبها الناس منهم، كما قال موسى عليه


[1] انظر (الرسالة المحمدية) للسيد سليمان الندوي.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست