نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 477
آخر تتحقق في
إطار عوامل وأسباب طبيعية بدائية أو وسائل صناعية متحضرة، ولكن لم تعرف العادة
أبداً حركة جسم كبير من مكان إلى مكان آخر بعيد عنه، في فترة زمانية لا تزيد على
طرفة العين، بلا تلك الوسائط العادية، ولكن هذا غير ممتنع عقلاً، إذ لا يمتنع أن
تكون هناك أسباب أخرى لتحريك هذا الجسم الكبير، لم يقف عليها العلم بعد.
ومن الأمثلة على
هذا أنّ معالجة الأمراض الصعبة كالسِّل والعَمَى، أمر ممكن لذاته عقلاً، ولكنه كان
أمراً محالاً عادة في القرون السالفة، لقصور علم البشر عن الوقوف على الأجهزة
والأدوية الّتي تعيد الصحة إلى المسلول، والبصر إلى الأعمى، ومع تقدم العلم تذلّلت
الصعاب أمام معالجة هذه الأمراض، فصار بإمكان الطبيب الماهر القيام بالمعالجة عن طريق
الأدوية والعمليات الجراحية، وفي المقابل هناك طريقة أخرى للعلاج، وهي الدعاء
والتوسّل إلى الخالق تعالى.
والعلاج ـ بكلا
الطريقتين ـ يشترك في كونه أمراً ممكناً عقلاً، غير أنّه يختلف في الطريقة الأولى
عن الثانية، بالطريق والسبب، فالطبيب الماهر يصل إلى غايته بالأجهزة العادية، فلا
يعد عمله معجزة ولا كرامة، والنبي ـ كالمسيح وغيره ـ يصل إلى نفس تلك الغاية عن
طريق غير عادي، فيسمى معجزة.
فالعمل في كلتا
الصورتين غير خارق لأحكام العقل، إلاّ أنّه موافق للعادة في الأولى دون الثانية،
ويقاس على هذا كل معجزات الأنبياء عليهم السلام التي تتميز بكونها خارقة للعادة غير
خارقة للعقل.
والقيد الثاني
في التعريف هو ارتباط الإعجاز بالدعوى، فإذا لم يرتبط بذلك لم يعتبر صاحبه نبيا،
كما ذكرنا ذلك في الضابط الأول، ويخرج بهذا الضابط الكرامات والخوارق التي أجراها
الله على لسان أوليائه أو غيرهم.
والقيد الثاني
في التعريف هو عجز الناس عن مقابلته، وهو يتحقق بدعوة الناس إلى
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 477