نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 53
ومنها[1]: إن الموجود الذي لا يمكن تصور شيء أعظم منه
لا يمكن أن يوجد في العقل وحده، وبالفعل، حتى إذا كان موجودا في العقل وحده، فمن
الممكن أن نتصور موجودا مثله له وجود في الواقع أيضا، وهو بالتالي أعظم منه،
وعليه، إذا كان موجودا في العقل وحده، فإن الموجود الذي لا يمكن تصور شيء أعظم منه
سيكون من طبيعة تستلزم أن يكون بالإمكان تصور شيء أعظم منه.
وحتى أبسط هذه
التقريرات، فقد وضعت حوارا في كتابي [الهاربون من جحيم الإلحاد] على لسان أنسلم
وبعض محاوريه، جاء فيه:
قال المحاور:
أرى أنك تتكلم كلاما غريبا، لا دلالة له، فهلا وضحته لي، ولهؤلاء الذين يحيطون بك.
قال أنسلم:
أجبني.. هل يمكن أن تتصوَّر أي شيء في الذّهن مهما كان عظيما؟
قال المحاور:
نعم.. يمكنني ذلك.
قال أنسلم: فهل
يمكن أن تتصوَّر ما هو أعظم من ذلك الشَّيء الّذي ورد في خيالك؟
قال المحاور:
نعم، يمكن تصوّر شيء أعظم من ذلك.
قال أنسلم:
فلنسمِّ هذا الأعظم الذي لا أعظم منه [الله].. أترى أن هذا خاص بك، أم يشمل جميع
الناس؟
قال المحاور: بل
جميع الناس يستوون في هذا.. حتى الأحمق يمكنه أن يتصوَّر هذا الشَّيء الأعظم في
ذهنه؟
قال أنسلم: فهل
هذا الشيء الّذي يتصوره الجميع.. المؤمن وغير المؤمن.. موجود في الذهن فقط أم
موجود في الذهن، وفي الواقع؟