نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69
ثم وضع صياغة
منطقية لهذا النوع من البراهين، فقال: (والحجة القرآنية هذه يمكن وضعها في هذا
الشكل المنطقي، كأن نقول مخاطبين الملحد: أنت تعلم من نفسك أنك حادث وجدت بعد أن
لم تكن.. فإما أن تكون قد وجدت من العدم أو أن شيئاً أوجدك.. من المستحيل أن توجد
من العدم.. إذن فقد أوجدك شيء.. هذا الموجد إما أن يكون نفسك أو أن يكون غيرك.. من
المستحيل أن تكون أنت الذي أوجدت نفسك.. إذن لابد أن يكون شيء غيرك هو الذي أوجدك..
هذا الغير إما أن يكون مثلك في حاجته إلى من يوجده أو لا يكون..لا يمكن أن يكون
مثلك؛ إذ ما قيل عنك سيقال عنه أيضاً.. لابد إذن أن يكون خالقاً بنفسه غير مفتقر
إلى من يوجده؛ وهذا هو الله تعالى)
وقد ذكرت في
كتاب [الهاربون من جحيم الإلحاد] الكثير من البراهين المرتبطة بهذا النوع، أكتفي
هنا بذكر هذين النصين اللذين يتحدث فيهما بعض الفارين من جحيم الإلحاد عن بعض
أغلوطات الملاحدة المرتبطة بهذا الجانب، وكيفية الرد عليها.
النص الأول:
قال: لا أزال أذكر تلك الأيام جيدا، حينها كنت أصيح في كل حين في وجوه المؤمنين:
إن كان لإلهكم وجود فليرنا نفسه، أو ليعلن عنها، أو ليظهر آية من الآيات حتى لو
كانت بسيطة.. فلا يمكن أن نؤمن بشيء من غير أن يظهر نفسه.
وكنت أضيف إلى
هذه الكلمات الكثير من التصرفات التهريجية التي أتحدى بهم المؤمنين، فأضع ورقة
صغيرة على الطاولة، وأقول لهم: أنتم تزعمون أن إلهكم قادر على كل شيء.. ما دام
كذلك، فليظهر نفسه برفع هذه الورقة، ولو مترا واحدا.. بل حتى سنتمتر.. أو ملمتر.
ثم أمكث مدة
أنتظر.. وبعدها أقول لهم: هل رأيتم عجز إلهكم؟.. إنه لا يستطيع رفع
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69