responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 78

قال[1]: الحدس الشخصي لا يُستفاد منه إلا لتثبيت الإيمان واليقين بعد اقتناع العقل وانكشاف الحقائق، لكنه لا يصلح أن يكون مصدرا يتفق عليه الناس لأنه خاص بكل منهم على حدة، ولا يمكن طبعا أن يُعتمد مصدرا للتشريع والقوانين، فلا يمكن لبقية الناس أن يتحققوا من زعم أحد بأنه تلقى قانوناً إلهياً بحدسه الخاص.

قلت: فلماذا لا تكون حلقة الوصل هذه من كائنات أخرى غير البشر؟

قال: لقد ذكرني سؤالك هذا بآية وردت في القرآن.. كتاب المسلمين المقدس.. ففيه هذه الآية التي تجيبك بكل لفظة فيها: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأرض مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا﴾ [الإسراء: 95]

قلت: لم أفهم المراد منها، فهلا وضحته لي.

قال: هي تريد أن تقول لنا بأن الله يبعث للناس رسلا من جنسهم لكي يتمكنوا من رؤيته ومخالطته والتواصل معه والتعلم من سلوكه وأفعاله وأقواله، وليضعوه أيضا موضع الاختبار والتمحيص.. ولو أن الله منح الناس القدرة على رؤية الملاك المُرسَل في حال إرساله بدلا من رسول بشري، فربما كان الجاحدون سيطرحون اعتراضا آخر من قبيل: وما الذي يضمن لنا أن هذا الملاك مرسل من الله أيضا وليس مجرد كائن فضائي أو شيطان متجسد ؟

قلت: إن هذا يقتضي بحثا مستحيلا في هذا الزخم الكبير من الأديان.. فمن أدرانا من هو الصادق من المدعي.

قال: وهنا تكمن مسؤولية الإنسان في البحث عن الوحي الصحيح، والتحقق من صدق نسبته إلى الله وسلامته من التبديل والتحريف، وذلك بالتحقق أولا من صدق


[1] انظر: مقالا بعنوان [نبوة محمد]، أحمد دعدوش وربى الحسني..

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست