responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129

منه إلى أن يغيب أحدهم عن كل شيء.

وكنت أحترم حالهم في ذلك الحين، فلا أشوش عليهم مجلسهم، ولا أنغص عليهم تلك الغيبة اللذيذة التي يغيبون فيها عن كل شيء ليحصلوا فيها على كل شيء.

لكني في ذلك اليوم خشيت أن يدب إلى سمع صاحبي الخارج من سجون الوهابية أصوات أذكارهم، فينزعج لذلك، وينكر عليهم ما يفعلونه.

لكن الأمر لم يكن كما يتوقع، فقد طلب مني صاحبي بمجرد أن سمع هجيرهم بالذكر أن يذهب إليهم، ويذكر معهم، فأذنت له، مع خشيتي أن يشوش عليهم مجلسهم بالإنكار والنقد.

ولكن الأمر لم يكن كما اعتقدت، فقد جلس معهم بأدب، وذكر معهم بحرارة، وحصل له ما حصل لهم من أحوال، وقد دعاني هذا بعد انتهاء المجلس إلى أن قلت له متعجبا: لم أكن أتصور أن الوهابية يقرون مثل هذه المجالس!؟

قال: ومن ذكر لك أنهم يقرونها؟

قلت: لقد رأيتك الآن تجلس إليهم، وتفعل كل ما يفعلونه، ولا أرى ذلك جديدا عليك.. وذلك لا يعني إلا أنك كنت تمارس مثله في عهدك السابق.

قال: صدقت في هذا.. ولكني لم أكن أفعله إلا بعد أن بدأت النفس تنفر منهم، وتعلم حقيقة حالهم، وحقيقة المصير الذي يريدون أن يوصلوني إليه.

لقد كانوا في مجالسهم الممتلئة بالحقد والضغينة ينفروننا من الذكر،

نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست