نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 11
بعض ما نعانيه من آلام.
قال: أجل.. سأحدثك عن مكاييلهم المزدوجة مع تلك العبارة.. ولعلك بعدها
تعذرني في موقفي الذي وقفته اليوم.
اعتدل في جلسته، ثم قال: قبل سنوات طويلة، وفي ريعان شبابي، أردت السفر عبر
الحافلة إلى الجنوب لضرورة من الضرورات، وكنت حينها رفيقا لصديق لي سجن قبلي في
سجون الوهابية، ولهذا كنت - وبحكم سابقيته للإسلام في تصوري في ذلك الحين - أتبعه
تبعية مطلقة.. بل أراعي كل تصرف من تصرفاتي أو موقف من مواقفي خشية على نفسي من أن
يحكم علي في أي لحظة بكفر أو بدعة أو ضلالة، أو يودعني من غير أن أشعر سردابا من
سراديب جهنم.
كان اسمه ربيع، وكان يحب هذا الاسم حبا شديدا، لأنه يتفق مع اسم معشوقه
(ربيع بن هادي المدخلي) الذي فنى فيه، فصار لا يتحدث إلا عنه، ولا يسبح إلا بحمده،
وكان يعظمه تعظيما عجيبا، وكان يقول لي كل حين: إنه أستاذ التجريح في هذا العصر
بلا منازع.. ولا يمكن أن تكون هناك سنة بدون أن يصحبها التجريح..
وكان يقول لي: لو أن ابن تيمية رأى ربيعا لفرح به.. ولو أن ابن عبد الوهاب
شاهد قوته في الحق لأصبح من تلاميذه.
وهكذا إلى أن جعلني مثله أقدم كل قرابين الخضوع والخشوع والركوع لربيع
المدخلي.
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 11