نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 225
ويدل لهذا من السنة ما وراه أحمد، والبيهقي في الشعب، وابن أبي حاتم
والديلمي عن عائشة قالت: ظل رسول الله r صائما، ثم طوى،
ثم ظل صائما، قال: (يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد، ولا لآل محمد، يا عائشة إن
الله تعالى لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروها، والصبر على
محبوبها، ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم، فقال:{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ
أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } (الاحقاف: 35).. والله لأصبرن جهدي، ولا قوة
إلا بالله)
وروى أحمد في الزهد، وابن أبي حاتم، والحاكم، وابن مردويه، عن أم عبد الله
بنت شداد بن أوس أنها بعثت إلى رسول الله r بقدح لبن عند
فطره، وهو صائم فرد إليها رسولها، أنى لك هذا اللبن؟ قالت: من شاة لي، فرد إليها
رسولها، أنى لك الشاة؟ فقالت: اشتريتها من مالي، فشرب منه، فلما كان من الغد أتته
أم عبد الله، فقالت: يا رسول الله بعثت إليك بلبن، فرددت إلي الرسول فيه، فقال
لها: (بذلك أمرت الرسل لا تأكل إلا طيبا، ولا تعمل إلا صالحا)، ولهذا خرج من الدنيا ولم
يشبع..
أما نحن فقد ورد الأمر الألهي إلينا صريحا بأن نعب من الدنيا من أبوابها
الحلال جميعا، ألم تقرأ قوله تعالى : {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي
أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ
آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [الأعراف: 32]
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 225