المحكم.. والمتشابه
يشكل التعريف بالله الجانب الأساسي والمركزي الذي تدل عليه جميع آيات القرآن الكريم صراحة أو إشارة أو إماء..
فلا تكاد تخلو آية إلا وتعرفنا بربنا سبحانه وتعالى: تملؤنا منه مهابة، وله حبا، وبه ثقة، وعليه اعتماد وتوكلا، ومنه أنسا وإليه قربا..
يشعر القارئ لكتاب ربه، وكأنه يسمع ربه، ويراه من خلال تلك المعاني المقدسة الجميلة التي تلوح له في كل سورة.. بل في كل آية.. بل في كل حرف..
يسمع قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير } [سورة الحديد:4]، فيشعر بعلم الله الذي لا حد له، والذي يسع الكليات والجزئيات، بل أدق التفاصيل.. ويشعر بإبداع الله الدائم المتجلي في خلقه لكل شيء.. ويشعر بتدبير الله وتصرفه وملكيته لكل الكائنات..
ومع كل هذه المشاعر المهيبة يشعر بأن الله قريب منه، وأنه معه لا يغيب عنه.. وأن في إمكانه أن يتصل به متى شاء، ولأي أمر شاء.
كنت أردد هذه الآية الكريمة، وأحاول أن أعيش معناها، وأنا أسير في تلك البلدة باحثا عن مدرسة قيل لي بأنني أجد فيها تفسير قوله تعالى:{ هُوَ