responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 161

 

التنقل .. والحركة

يرى أصحاب الرؤية التنزيهية ـ سواء كانوا من أهل البرهان أو من أهل العرفان ـ أن الله تعالى أعظم من أن يحتاج إلى التنقل أو الحركة.. لأنه لا يحتاجهما إلا القاصر الضعيف البعيد الذي لا تتحقق مطالبه إلا بالانتقال والحركة.. أما القوي القادر القريب، فإنه يحقق مطالبه من غير حركة ولا انتقال.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الحركة تستدعي المحدودية والحيز.. والله أعظم من أن يحد أو يتحيز.

والحركة والانتقال تقتضيان أن يحيط به المكان والزمان.. والله أعظم من أن يحتاج للمكان، أو يجري عليه الزمان.

والعقل والقرآن كلاهما يدلان على هذه الحقيقة العظيمة التي من لم يعرفها لم يعرف الله، وإنما عرف وهما كبيرا سماه إلها.

أما دلالة العقل على ذلك، فقد أشار إليها الرازي في قوله: (اعلم أنه ثبت بالدليل العقلي أن الحركة على الله تعالى محال، لأن كل ما كان كذلك كان جسما والجسم يستحيل أن يكون أزليا)[1]

وأما دلالة القرآن الكريم على ذلك، فأعظم من أن تحصر، لأن كل القرآن الكريم يدل عليها لمن تدبر ذلك..

فالله تعالى عندما يقول: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ


[1] مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (31/ 159)

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست