نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 238
السلفية إلى نوع من السخرية، فالرواية التي أعجب بها ابن تيمية، تصور الله، وهو
يضحك على معاناة خلقه واكتئابهم؟.. وهي صورة تدل على تأثر من صورها بصورة أولئك
الملوك الجبارين الظلمة الذين ركن لهم السلفية وأحبوهم، وباعوا كل شيء من أجلهم.
ومما أورده ابن تيمية من الأدلة على ما يسميه صفة الضحك لله تعالى قوله:
(والإنسان حيوان ناطق ضاحك، وما يميز الإنسان عن البهيمة صفة كمال، فكما أن النطق
صفة كمال، فكذلك الضحك صفة كمال، فمن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، ومن يضحك أكمل ممن
لا يضحك، وإذا كان الضحك فينا مستلزمًا لشىء من النقص فالله منزه عن ذلك، وذلك
الأكثر مختص لا عام، فليس حقيقة الضحك مطلقًا مقرونة بالنقص، كما أن ذواتنا
وصفاتنا مقرونة بالنقص، ووجودنا مقرون بالنقص، ولا يلزم أن يكون الرب موجدًا وألا
تكون له ذات)[1]
ولو طبقنا هذا المقياس الذي ذكره ابن تيمية على الله، لسوينا الله
بعباده، ولجعلنا كمالاتنا الوهمية كمالات له.
وما ذكره ابن تيمية هو نفس ما ذكره المتقدمون والمتأخرون من السلفية
الذين اعتبروا ضحك الله صفة من صفاته، يقول ابن خزيمة: (باب: ذكر إثبات ضحك ربنا
عَزَّ وجلَّ: بلا صفةٍ تصفُ ضحكه جلَّ ثناؤه، لا ولا يشبَّه ضَحِكُه بضحك
المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك ؛ كما أعلم النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ونسكت عن
صفة ضحكه جلَّ وعلا، إذ الله عَزَّ وجلَّ استأثر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك ؛ فنحن
قائلون بما قال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، مصَدِّقون
بذلك، بقلوبنا منصتون عمَّا لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه)[2] ) .
وقال أبو بكر الآجري: (باب الإيمان بأن الله عَزَّ وجلَّ يضحك: اعلموا - وفقنا
الله وإياكم للرشاد من القول والعمل - أنَّ أهل الحق يصفون الله عَزَّ وجلَّ بما
وصف به نفسه
[1] الرسالة الأكملية في ما يجب لله
من صفات الكمال (ص: 56).