نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 240
فلان هش بش فرح، إذا كان منطلقاً، فيجوز إطلاق ذلك كما جاز إطلاق الفرح)[1]
وقال الدارمي: (وبلغنا أنَّ بعض أصحاب المريسي قال له: كيف تصنع بهذه
الأسانيد الجياد التي يحتجون بها علينا في رد مذاهبنا مما لا يمكن التكذيب بها ؛ مثل:
سفيان عن منصور عن الزهري، والزهري عن سالم، وأيوب بن عوف عن ابن سيرين، وعمرو بن
دينار عن جابر عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) .. وما أشبهها؟)). قال: ((فقال المريسي: لا تردوه تفتضحوا، ولكن
؛ غالطوهم بالتأويل ؛ فتكونوا قد رددتموها بلطف ؛ إذ لم يمكنكم ردها بعنف ؛ كما
فعل هذا المعارض سواء.. وسننقل بعض ما روي في هذه الأبواب من الحب والبغض والسخط
والكراهية وما أشبهه .. (ثم ذكر أحاديث في صفة الحب ثم البغض ثم السخط ثم الكره ثم
العجب ثم الفرح، ثم حديث أبي هريرة السابق في البشاشة، ثم قال) وفي هذه الأبواب
روايات كثيرة أكثر مما ذكر، لم نأت بها مخافة التطويل)[2]
وهكذا قالوا فيما يسمونها صفة [الفرح]، والتي رووا فيها حديثا عن أبي
هريرة وغيره يرفعه إلى رسول الله، جاء فيه: (لله أفرح بتوبة عبـده)، وفي رواية:
(أشد فرحـاً)[3]
وقد قال ابن القيم ساخرا من الذي أولوا هذا الحديث من باب تنزيه الله
تعالى عن الانفعالات الدالة على القصور والعجز: (وأيضاً فقد ثبت عن النبى (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه قال: (للهُ أَشدُّ فرحاً بتوبة
عبده من أحدكم ضل راحلته)، قالوا: وهذا أعظم ما يكون من الفرح وأكمله، فإن صاحب
هذه الراحلة كان عليها مادة حياته من الطعام والشراب، وهى مركبه الذى يقطع به
مسافة سفره، فلو عدمه لانقطع فى طريقه فكيف إذا عدم مع مركبه طعامه وشرابه.. فأَى
فرحة تعدل فرحة هذا؟ ولو كان فى الوجود فرح أعظم من هذا لمثل به النبى (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ومع هذا
ففرح