responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42

المعتادة من التكفير والتضليل لكل منزه، أو داعية للتنزيه، بل وصل بهم الأمر في كثير من الأحيان إلى تحريض العوام على هؤلاء العلماء المتكلمين، وقد ثارت فتن كثيرة في التاريخ الإسلامي بسبب ذلك.

وقد ذكر الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (395 هـ) المعاناة التي كانت تحصل للمنزهة من طرف المجسمة فقال: (ليتق الله امرؤ وليعتبر عن تقدم ممن كان القول باللفظ مذهبه ومقالته، كيف خرج من الدنيا مهجوراً مذموماً مطروداً من المجالس والبلدان لاعتقاده القبيح؟! وقوله الشنيع المخالف لدين الله مثل: الكرابيسي، والشواط، وابن كلاب، وابن الأشعري، وأمثالهم ممن كان الجدال والكلام طريقه في دين الله عز وجل)[1]

ومن تلك الحوادث ما حصل للمتكلم المعروف الفخر الرازي الذي كان له أثر كبير في مواجهة النزعة التجسيمية والانتصار للتنزيه.. وهذا ما جعل المجسمة يثورون عليه، ويحرضون عليه العوام..

ولا بأس أن نورد هنا باختصار بعض ما حدث، لنسقطه على واقع السلفية المعاصر، ولنعرف مدى الصلة بين المجسمة والعنف..

فقد ذكر المؤرخون أن الفخر الرازي دعي لمناظرة بعض الكرامية المجسمة الذين انتصر ابن تيمية لمقولاتهم التجسيمية، وبعد المناظرة، وفي اليوم التالي، قام أحدهم بالجامع، وصعد المنبر، وقال: (لا إله إلا الله، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، أيها الناس إنا لانقول إلا ما صح عندنا عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وأما علم أرسطاليس وكفريات ابن سينا وفلسفة الفارابي فلانعلمها، فلأي شيء يُشتم بالأمس شيخ من شيوخ الإسلام يذب عن دين الله وعن سنة رسول نبيه)، ثم بكى وضج الناس وبكى العوام واستغاثوا، وثار الناس من كل جانب، وامتلأ البلد فتنة، وكادوا يقتتلون ويجري ما يهلك فيه


[1] طبقات الحنابلة (4/424).

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست