responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 92

 

الحدود .. والمقادير

يرى أصحاب الرؤية التنزيهية ـ سواء كانوا من أهل البرهان أو من أهل العرفان ـ أن الله تعالى أعظم من أن تحد عظمته بأي لون من ألوان الحدود أو المقادير.. ولذلك لا يجد العقل أمام المعارف الإلهية سوى الانبهار والتحير والعجز.. فهو دائما يردد ـ وهو في تلك الحالة من الشده والانبهار ـ (الله أكبر)

فالله أكبر من تصوراتنا وتعقلاتنا وتوهماتنا وأفكارنا وتأملاتنا..

والله أكبر من أن ينحصر في حيز محدود، أو أمد معدود، أو مكان أو زمان.

والله أكبر من أن تجري عليه القوانين التي تجري علينا، أو تحكمه السنن التي تقيدنا.

والله أكبر في ذاته وصفاته وكل ما يرتبط به.

وليس لنا ـ نحن العبيد المشتاقين للتعرف على مولاهم ـ سوى أن نوسع قابلياتنا لتنهل من كمالات الله بقدر ما استطاعت.. وبما أن كمالات الله لا تنتهي .. فلذلك نظل في رحلة أبدية نتمتع فيها برؤية الجمال الذي يكشف لنا منه كل حين معنى جديدا.

وفي تلك الرحلة يظل المؤمن يصيح بما قال الشاعر العارف:

ومع تفنن واصفيه بحسنه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

ولهذا كان سيد العارفين رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) يقول في دعائه: (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي)[1]

فأسماء الله الحسنى فيض من فيوضات كمال الله.. وبما أن كمال الله لا حد له.. فأسماؤه لا نهاية لها.


[1] رواه أحمد (1/391) (3712)، (1/452) (4318)

نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست