وغيرها من
الروايات المسيئة لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، والمسيئة معه ليحي
(ع).. والتي لا شك في كونها أثرا من آثار
اليهود التي دخلت إلى الإسلام، لتحوله إلى المشروع الشيطاني، كما حولت اليهودية.
إدريس (ع):
وهو من
الأنبياء الكرام الذين أمرنا بذكرهم، من دون أن تذكر تفاصيل ترتبط بحياتهم على
الأرض، كما قال تعالى: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ
مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ
الصَّالِحِينَ﴾ [الأنبياء: 85، 86]، وقال﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا
﴾ [مريم: 56، 57]
وكان الأجدى
بالعقل السلفي أن يكتفي بهذا، وأن يمتلئ روحانية عندما يذكرهذا الجندي المجهول من
جنود الله، والذي ذكر الله صديقيته وصبره وعلو مكانته.. وهذه وحدها تكفي أولي
الألباب لمعرفة قيمته وكرامته عند الله، وكونه أهلا لأن يقتدى به.. لأن صديقيته
وصبره هما الجناحان اللذان طار بهما إلى ذلك المكان العلي.
لكن العقل
السلفي يرفض مثل هذا الطرح، لأنه لا يتناسب مع مزاجه الذي يميل إلى القصص
والحكايات والأساطير.
وليته عندما
فكر في أن يضع الأساطير حاول أن يلطفها بحيث لا تتناقض مع ما ذكره الله تعالى من
الصديقية والصبر.. لكنه لا يهتم لذلك.. ولذلك فإن الصورة السلفية لهذا النبي
الكريم متناقضة تماما مع الصورة القرآنية.
وسنورد
الرواية كما فسروا ـ أو شوهوا ـ بها قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا
عَلِيًّا ﴾ [مريم: 57]، والرواية رواها هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس
كعبا، وأنا حاضر، فقال له: ما قول الله -عز وجل-لإدريس: ﴿وَرَفَعْنَاهُ
مَكَانًا عَلِيًّا ﴾
[1] رواه الطبراني في الأوسط، انظر:
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 209)
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121