ولم يقف قومه
عند تهديده، بل راحوا يجمعون الحطب الكثير، وراحوا يرمونه فيه، ولم يكن يبالي بكل
الحطب الذي يجمع له، ولا بتلك النيران التي أوقدت من أجله، قال تعالى: ﴿قَالُوا
حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا
يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ
كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 51 - 70]
ومع ذلك كله
لم يتزحزح قيد أنملة، بل ظل ثابتا.. حتى وهو في النار لم يغب ربه عنه لحظة واحدة..
فقد كان مستغرقا فيما يستغرق فيه الأنبياء من توجه للملأ الأعلى.
هذه بعض صورة
إبراهيم (ع) كما يصورها القرآن الكريم، لكن المصادر
السلفية تغير على هذه الصورة، فتنحرف بها انحرافا شديدا..
إذ تجعله
جبانا أمام الموت، ليس لديه ذلك الإيمان العظيم الذي واجه به قومه أو الملك أو
النار.. وليس لديه ذلك اليقين العظيم الذي جعله يقدم ابنه قربانا لله..
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124