وهذه الآيات
الكريمة توضح جوانب مهمة في شخصية موسى (ع) تجتمع
جميعا في إيمانه العظيم، وقوته في نصرة الحق، وعدم مهادنته لأي جهة من الجهات.
ولعل ذلك من
أسباب اختياره لهذه الوظيفة العظيمة.. وقد دل على ذلك الواقع الذي عاشه.. حيث أنه
واجه فرعون بكل قوة.. ثم عندما أدركهم فرعون، وخاف قومه، لم يخف ولم يتزعزع، لأنه
كان يملك مع قوته إيمانه العظيم، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى
الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ
مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 61، 62]
هذه هي
الرؤية القرآنية لموسى (ع) وإيمانه وقوته وإخلاصه وروحانيته.. لكن
الرؤية السلفية تختلف عن هذه الرؤية تماما بما ترويه من حكايات وأساطير تجعله
جبانا أمام الموت، حريصا على الحياة.. لا فرق بينه وبين قومه في ذلك.
وقبل أن نذكر
الرواية التي تصور خوف موسى (ع) من الموت، نذكر هذه الرواية التي تصور حادثة
وفاة هارون (ع)، الذي لم يكن يختلف عن موسى (ع) في أي صفة من صفات الكمال.
والرواية كما
رووها عن عن عبد الله بن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
تقول: (ثم إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى، أني متوف هارون، فأت به جبل كذا
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129