نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
الفكر. ألا
ترى أن المفكر الغضبان قد يعض على شفيته ويفتل أصابعه ويقبض على لحيته؟ فأجرى موسى
(ع) أخاه هارون مجرى نفسه، لأنه كان أخاه
وشريكه وحريمه.. وأما قوله: لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، فليس يدل على أنه وقع على سبيل
الاستخفاف، بل لا يمتنع أن يكون هارون (ع) خاف من
أن يتوهم بنو إسرائيل لسوء ظنهم أنه منكر عليه معاتب له.. وقال قوم إن موسى (ع) لما جرى من قومه من بعده ما جرى اشتد حزنه وجزعه،
ورأى من أخيه هارون (ع) مثل ما كان عليه من الجزع والقلق، أخذ
برأسه إليه متوجعا له مسكنا له، كما يفعل أحدنا بمن تناله المصيبة العظيمة فيجزع
لها ويقلق منها)[1]
ومما شوه به
السلفية موسى (ع) مما يتعلق بهذا الجانب، ما رووه تفسير
قوله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ
مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾
[القصص: 81]، فمع أن الآية واضحة في أن الله تعالى هو الذي خسف بقارون، وهو الذي
عاقبه بذلك إلا أن السلفية يروون بأن موسى (ع) هو الذي فعل ذلك، وأنه كان قاسيا في عقابة لقارون، وأن الله عاتبه على
تلك القسوة.
فقد رووا عن عن
ابن عباس، قال: (لما نزلت الزكاة أتى قارون موسى، فصالحه على كل ألف دينار دينارا،
وكل ألف شيء شيئا، أو قال: وكل ألف شاة شاة [الطبري يشك] قال: ثم أتى بيته فحسبه
فوجده كثيرا، فجمع بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل، إن موسى قد أمركم بكل شيء
فأطعتموه، وهو الآن يريد أن يأخذ من أموالكم، فقالوا: أنت كبيرنا وأنت سيدنا،
فمرنا بما شئت، فقال: آمركم أن تجيئوا بفلانة البغي، فتجعلوا لها جعلا فتقذفه
بنفسها، فدعوها فجعل لها جعلا على أن تقذفه بنفسها، ثم أتى موسى،