وذكر الله
تعالى لهذا الموقف العظيم الذي وقفه يونس (ع) دليل على مدى تعمق الإيمان في قلوب الأنبياء عليهم الصلاة.. إذ أنه وفي
تلك الحالة العظيمة لم ينس أن يذكر الله ويسبحه ويستغفره إلى الدرجة التي استحق
بها أن يحصل له خارق الإنجاء.
وهذا هو موضع
الهدي في هذه القصة القرآنية.. وهي ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
[الأنبياء: 88]
خاصة وأن هذه
الآيات الكريمة قرنت بالآيات التي تبين استجابة الله لرسله وأنبيائه، فقد جاء
بعدها قوله تعالى: ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي
فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ
يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾ [الأنبياء: 89، 90]