نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 178
ثم ذكر وجها
ثالثا محتملا، فقال: (وقد ذكر أيضا في هذه الآية ومما لا يذكر فيها مما يحتمله
الكلام أن يكون (ع) إنما سأل ملك
الآخرة وثواب الجنة التي لا يناله المستحق إلا بعد انقطاع التكليف وزوال المحنة،
فمعنى قوله لا ينبغي لأحد من بعدي أي لا يستحقه بعد وصولي إليه أحد من حيث لا يصح
أن يعمل ما يستحق به لانقطاع التكليف. ويقوي هذا الجواب قوله: ﴿ رَبِّ
اغْفِرْ لِي﴾ [ص: 35] وهو من أحكام الآخرة. وليس لأحد أن يقول إن ظاهر
الكلام بخلاف ما تأولتم، لأن لفظة بعدي لا يفهم منها بعد وصولي إلى الثواب. وذلك
أن الظاهر غير مانع من التأويل الذي ذكرناه، ولا مناف له. لأنه لا بد من أن تعلق
لفظة بعدي بشئ من أحواله المتعلقة به، وإذا علقناها بوصوله إلى الملك كان ذلك في
الفايدة ومطابقة الكلام كغيره مما يذكر في هذا الباب. ألا ترى أنا إذا حملنا لفظة
بعدي على نبوتي أو بعد مسألتي أو ملكي، كان ذلك كله في حصول الفائدة به، يجري مجرى
أن تحملها إلى بعد وصولي إلى الملك. فإن ذلك مما يقال فيه أيضا بعدي. ألا ترى أن
القائل يقول دخلت الدار بعدي ووصلت إلى كذا وكذا بعدي، وإنما يريد بعد دخولي وبعد
وصولي وهذا واضح بحمد الله)[1]
هذا هو تفسير
القائلين بالعصمة المطلقة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام لقصة سليمان (ع) مع ملكة سبأ.. أما السلفية، فقد راحوا برواياتهم
يفسرون الآيات الكريمة تفسيرا مختلفا تماما، حيث جعلوا من هدف سليمان (ع)، بل من هدف تلك الآيات الكريمة التي حكت عنه، أن
يتزوج من تلك الملكة، ويظهر لها سلطانه وسطوته، ويفتخر عليها بذلك.
وتبدأ حكاية
السلفية مع ملكة سبأ من تعريفهم بها، فقد ذكروا أنها بلقيس بنت