نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191
التابعي
الثقة الجليل همام بن منبّه[1] التي كتبها عن أبي هريرة مباشرة، حتى لقّب العلماء
هذه الصحيفة بـ (الصحيفة الصحيحة).. وبذلك يتبيّن أنه لا مجال للتشكيك في صحة هذا
الحديث عن رسولنا (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولا أدري لماذا
تجرّأ هؤلاء الفضلاء على هذا الحديث؟! فثبوت اللفظ عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا شك فيه) [2]
وبعد أن أثبت
صحة الحديث سندا، راح يتكلف لإثباته معنى، فقال: (وأما المعنى فلا أدري ما المشكل
فيه عند هؤلاء الفضلاء؟! ولكني سأحاول تفهُّمَ الإشكالات المحتملة في الحديث،
وأجيب عنها. والذي بدا لي منها إشكالان فقط، هما: الأول: أن في الحديث إخبارا عن
أمر غير معقول، وهو جري الحجر. وجوابه: أن هذا لا يستشكله إلا من لا يؤمن بمعجزات
الأنبياء، وبخوارق العادات التي يجريها الله تعالى على أيديهم، والتي ثبتت في
القرآن الكريم والسنة المطهرة المتواطئة عليها. فليس جري الحجر بأعجب من شق البحر،
ولا إحياء الموتى، ولا جعل النار بردا وسلاما، وغيرها من معجزات الأنبياء الثابتة
في القرآن قبل السنة!!.. الثاني: أن كشف العورة أمرٌ سيّءٌ، ولا يتمناه أحدٌ
لنفسه، فكيف يقدّره الله تعالى على موسى (ع)؟! وجوابه: أن الحديث بيّنَ أن سبب ذلك هو اتهام بني إسرائيل لموسى (ع) بأنه إنما كان يستر عورته لمرضه، وعلم الله تعالى أن
مفسدة هذه التهمة على موسى (ع) وعلى رسالته مفسدةٌ أشدُّ وأعظم من مفسدة
ظهور عورة موسى (ع)، وأن الأذى الذي سيصيب موسى (ع) جراء انكشاف عورته أخفّ من الأذى الذي اتّهمه به
قومُه. وقد حكى الله تعالى علينا في القرآن الكريم من سوء خلق بني إسرائيل ومن شدة
عنادهم وتلكّؤهم عن الطاعة وسرعة انقلابهم ما لا
[1] مع العلم أن هذا الرجل يهودي، وهو
أخو وهب بن منبه، ومعقل بن منبه، وغيلان بن منبه، الذين تروى عنهم الروايات
الإسرائيلية.