نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 199
مع وضوحها الشديد،
فقال: (وأما الذي اعتل به من اعتل في أنه إسماعيل، أن الله قد كان وعد إبراهيم أن
يكون له من إسحاق ابن ابن، فلم يكن جائزا أن يأمره بذبحه مع الوعد الذي قد تقدم،
فإن الله إنما أمره بذبحه بعد أن بلغ معه السعي، وتلك حال غير ممكن أن يكون قد ولد
لإسحاق فيها أولاد، فكيف الواحد؟ وأما اعتلال من اعتل بأن الله أتبع قصة المفدي من
ولد إبراهيم بقوله ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ
الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات: 112] ولو كان المفدي هو إسحاق لم يبشر به بعد،
وقد ولد، وبلغ معه السعي، فإن البشارة بنبوه إسحاق من الله فيما جاءت به الأخبار
جاءت إبراهيم وإسحاق بعد أن فدي تكرمة من الله له على صبره لأمر ربه فيما امتحنه
به من الذبح، وقد تقدمت الرواية قبل عمن قال ذلك. وأما اعتلال من اعتل بأن قرن
الكبش كان معلقا في الكعبة فغير مستحيل أن يكون حمل من الشام إلى الكعبة. وقد روي
عن جماعة من أهل العلم أن إبراهيم إنما أمر بذبح ابنه إسحاق بالشام، وبها أراد
ذبحه)[1]
وهكذا تصبح
الأخبار والروايات والقصص والأساطير هي الموجه للطبري في تحديد موقفه.. لا نص
الآية الكريم الواضح تماما.
ولهذا فإن
الروايات السلفية هي الحجاب الأعظم الحائل بين العقول والوصول إلى الحقائق
القرآنية، لأن ضباب الخرافات والأساطير يحول بين العقل والتفكير المنهجي السليم.
داود (ع):
من المواقف
التي ذكرها القرآن الكريم لداود (ع) ـ بالإضافة إلى ما سبق ذكره في الفصول
السابقة ـ دوره الجهادي في مواجهة الطغيان الذي كان يمارسه جالوت على بني