responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201

مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ﴾ [البقرة: 249]

وفي ذلك إشارة إلى العقل الكبير الذي كان يملكه طالوت، والذي عرف أنه لا ينتصر على جالوت إلا المؤمنين أصحاب العزائم القوية.

وكان من أصحاب تلك العزائم ـ كما يذكر القرآن الكريم ـ داود، الذي استطاع أن يقتل جالوت، ويتسبب في هزيمة طالوت وجنوده، قال تعالى: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 251]

وتنتهي القصة القرآنية بهذا.. لكن السلفية ـ وبالروايات التي تبنوها ـ أعطوا الحق للإسرائيليين في رفضهم لطالوت ـ شعروا أو لم يشعروا ـ لأنهم جعلوا منه ظالما مستبدا، بل ساعيا لقتل داود (ع).. وبذلك فإن من يقرأ القصة القرآنية، ويفسرها بالقصة الإسرائيلية لاشك أنه سيميل إلى موقف اليهود في بغضهم لطالوت.. وكيف لا يبغضونه، وهم يرون أنه يريد أن يقتل نبيا من الأنبياء الكرام.

وسنسوق القصة كما أوردوها، ونترك الحكم بعدها للقارئ ليكتشف ذلك الصراع بين السلفية والقرآن.. وكيف استطاعت الرواية أن تحطم كل المعاني القرآنية الجميلة.

فقد ذكر مفسرو السلف ـ بألفاظ متشابهة ومعان متّفقة[1] ـ أنه (عبر النهر فيمن عبر مع طالوت أبو داود في ثلاثة عشر ابنا وكان داود أصغرهم، فأتاهم ذات يوم فقال: يا أبتاه ما أرمي بقذافتي شيئا إلّا صرعته فقال: أبشر فإنّ الله جعل رزقك في قذافتك، ثم أتاه مرّة أخرى فقال: يا أبتاه لقد دخلت بين الجبال فوجدت أسدا رابضا فركبته وأخذت بأذنيه ولم يهمّني، فقال: أبشر يا بني فإنّ هذا خير أعطاكه الله. ثم أتاه يوما آخر فقال: يا أبتاه إنّي


[1] انظر القصة بطولها في: تفسير الطبري: 2/ 851، وتاريخ الطبري: 1/ 337.. تفسير البغوي (1/ 337) السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير (1/ 164)، وغيرها.

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست