نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204
الهدية التي وعده بها طالوت، كما ذكر في
الرواية: (هل لك أن تقتل جالوت وأزوجك ابنتي وأجري خاتمك في ملكي)
وبهذا وحده
ينهار كل ذلك البنيان الذي بناه القرآن الكريم من تلك القصة العظيمة التي تهدف إلى
بيان شروط نصر الله لعباده من الإخلاص والتجرد والصدق.
لكن الرواية
لا تكتفي بذلك الهدم للمعنى القرآني، بل تضيف إليه هدم طالوت نفسه الذي يمثل
اصطفاء الله.. وكأن الله خدع بني إسرائيل حين اصطفى لهم شخصا لا يصلح لحكمهم، وكأن
بني إسرائيل كانوا أعلم من الله حين رفضوا ذلك الاختيار الإلهي.
فقد جاء في
الرواية: (.. ففرح المسلمون فرحا شديدا وانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين والناس
يذكرون داود فجاء داود طالوت، وقال: أنجز لي ما وعدتني وأعطني امرأتي، فقال له:
أتريد ابنة الملك بغير صداق. قال داود: ما شرطت عليّ صداقا وليس لي شيء. قال: لا
أكلّفك إلّا ما تطيق، أنت رجل حربي وفي جبالنا أعداء لنا غلف، فإذا قتلت منهم
مائتي رجل وجئتني بغلفهم زوّجتك ابنتي، فأتاهم فجعل كلّما قتل منهم رجلا نظم غلفته
في خيطه حتّى نظم غلفهم فجاء بها إلى طالوت فألقى إليه وقال: ادفع إلى امرأتي،
فزوّجه ابنته وأجرى خاتمه في ملكه)
وهكذا تحول
داود (ع) من مجاهد في سبيل الله ـ في الرؤية السلفية
ـ إلى مجاهد في سبيل ابنة طالوت.
ولا تكتفي
الرواية بهذا، بل تضيف إلى ذلك شناعات أخرى، لا تقل عن السابقة، فتقول: (فمال
الناس إلى داود وأحبّوه وأكثروا ذكره، فوجد طالوت من ذلك وحسده فأراد قتله، فأخبر
بذلك بنت طالوت رجل يقال له ذو المغنيين، فقالت لداود: إنّك لمقتول الليلة. قال:
ومن يقتلني؟ قالت: أبي. قال: وهل جزمت جزما؟ قالت: حدّثني
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204