responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27

 

الكفر.. والشرك

من المسائل الكبرى التي وقع فيها الخلاف في عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مسألة عصمتهم من الوقوع في الكفر والشرك..

وهي مسألة انقسمت فيها الأمة إلى قسمين كبيرين: قسم تمثله المدرسة السلفية، وخصوصا ابن تيمية وتلاميذه، فهم يرون أن الأنبياء ـ قبل نزول الوحي عليهم ـ على دين أقوامهم، أي أنهم كفار مشركون يمارسون كل الطقوس التي يمارسها قومهم.. إلا أنبياء بني إسرائيل طبعا الذين ينزههم السلفية عن هذا باعتبارهم ولدوا في بيئة موحدة.

أما القسم الثاني: فهو من ينزه الأنبياء عن هذا، ويعتبر مجرد القول به سوء فهم للنبوة، وحطا من قدرها، وتدنيسا لها.. وقد قال بهذا كل الأمة بمذاهبها وطوائفها المختلفة، ما عدا السلفية وخصوصا أتباع ابن تيمية منهم.

وأساس المشكلة التي أوقعت المدرسة السلفية في هذا الخطأ الكبير هو تغليبهم لبشرية النبي على نبوته، والتي نتج عنها توهمهم أن النبي ليس سوى إنسان عادي، وقع عليه اختيار الله في مرحلة من عمره ليكلف بأداء مهام معينة.. ولا تميز له عن الناس في هذا الجانب، كما لا تميز له عنهم في الجوانب الأخرى.

ثم يذكرون أن ذلك الاختيار مشيئة إلهية محضة، لا علاقة لها بدين النبي، ولا خلقه.. ولهذا أجازوا على النبي أن يكون قبل نبوته كافرا ومشركا، وعاصيا بمختلف أنواع المعاصي كبائرها وصغائرها.

وهم لا يكتفون بذكر الجواز فقط، بل يضمون إليه ما يخلخل تلك المكانة السامية التي يشعر بها المؤمنون عندما يتحدثون عن الأنبياء أو يسمعون عنهم.

والمبرر السلفي لهذا معروف، وهم أنهم يخافون أن يمس جناب التوحيد، أو

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست