نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33
إشراق أنوار
المعارف ونفحات ألطاف السعادة، ومن طالع سيرهم منذ صباهم إلى مبعثهم حقق ذلك، كما
عرف من حال موسى وعيسى ويحيى وسليمان وغيرهم عليهم السلام. قال الله تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ
الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [مريم: 12] قال المفسرون: أعطي يحيى العلم بكتاب الله
في حال صباه. قال معمر: كان ابن سنتين أو ثلاث، فقال له الصبيان: لم لا تلعب! فقال:
أللعب خلقت! وقيل في قوله: ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ ﴾
[آل عمران: 39] صدق يحيى بعيسى وهو ابن ثلاث سنين، فشهد له أنه كلمة الله وروحه
وقيل: صدقه وهو في بطن أمه، فكانت أم يحيى تقول لمريم إني أجد ما في بطني يسجد لما
في بطنك تحية له. وقد نص الله على كلام عيسى لأمه عند ولادتها إياه بقوله: ﴿أَلَّا
تَحْزَنِي﴾ [مريم: 24] على قراءة من قرأ من تحتها.. وقال: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا
سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 79]،وقد ذكر
من حكم سليمان وهو صبي يلعب في قصة المرجومة وفي قصة الصبي ما اقتدى به أبوه داود.
وحكى الطبري أن عمره كان حين أوتي الملك اثني عشر عاما. وكذلك قصة موسى مع فرعون
وأخذه بلحيته وهو طفل. وقال المفسرون في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا
إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ﴾ [الأنبياء:
51] أي هديناه صغيرا، قاله مجاهد وغيره. وقال ابن عطاء: اصطفاه قبل إبداء خلقه)[1]
إلى أن قال
متحدثا عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (وقوله في قصة
بحيرا حين استحلف النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) باللات والعزى، إذ لقيه بالشام في سفرته
مع عمه أبي طالب وهو صبي، ورأى فيه علامات النبوة فأخبره بذلك، فقال له النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): لا تسألني بهما، فوالله ما أبغضت شيئاً قط
بغضهما. فقال له بحيرا: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه؟ فقال: سل عما بدا