نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
الكرامة. وزعموا أن خبرَ الله عن قيل
إبراهيم عند رؤيته الكوكب أو القمر أو الشمس: هذا ربي، لم يكن لجهله بأن ذلك غير
جائز أن يكون ربّه، وإنما قال ذلك على وجه الإنكار منه أن يكون ذلك ربه، وعلى
العيب لقومه في عبادتهم الأصنام، إذْ كان الكوكبُ والقمرُ والشمسُ أضوأ وأحسنَ
وأبهجَ من الأصنام، ولم تكن مع ذلك معبودة، وكانت آفلةً زائلة غير دائمة، والأصنام
التي [هي] دونها في الحسن وأصغرَ منها في الجسم، أحقُّ أن لا تكون معبودة)[1]
ثم علق على
هذا القول وغيره بقوله: (وفي خبر الله تعالى عن قيل إبراهيم حين أفل القمر: ﴿لَئِنْ
لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾
[الأنعام: 77]، الدليلُ على خطأ هذه الأقوال التي قالها هؤلاء القوم، وأنّ الصوابَ
من القول في ذلك، الإقرارُ بخبر الله تعالى الذي أخبر به عنه، والإعراض عما عداه) [2]
فقد رووا أن
إبراهيم (ع) حصل له شك في قدرة الله على إحياء
الموتى، ولهذا أراد أن يتأكد، وقد رجح الطبري هذا كما رجحه الكثير من السلفية،
بناء على حديث يرفعونه إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
يقول فيه: (نحن أحق بالشك من إبراهيم، قال: رب أرني كيف تحيي الموتى، قال أولم
تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)[3]
بل إنهم
يذكرون في هذا أمرا عمليا خطيرا، وهو أن الشك لا يؤثر في الإيمان،