responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49

 

وبهذا أعطى السلفية المبرر لكل من يطلب الشواهد الحسية ليؤمن، كما فعل بنو إسرائيل عندما طلبوا أن يروا الله جهرة..

وهكذا يقال في بعض الآيات التي وردت في حق رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) كقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ [الضحى: 6، 7]، وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ [الشورى: 52]، وقوله: ﴿وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ﴾ [القصص: 86]

فهذه الآيات الكريمة، والتي يستعملها السلفية للتهوين من أمر النبوة، لا تدل على مقصودهم.. ولو في ظاهر ألفاظها.. ولكنهم ـ كما ذكرنا ـ يعتبرون الرواية عن سلفهم هي الأصل الذي يفهم على ضوئه القرآن الكريم، فالقرآن ـ عند السلفية ـ لا يصح فهمه إلا برؤية السلف.. وقد عرفنا من هم سلفهم.

أما القائلون بعصمة الأنبياء، فقد طبقوا على الآيات الكريمة غيرها من الآيات، واستخرجوا منها لآلئ من المعرفة تليق بأولئك الجواهر المقدسة.

ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ذكره العلامة الكبير جعفر السبحاني في قوله تعالى: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ [الضحى: 7]، فقد ذكر من خلال تحليله لمعنى الضلالة في القرآن الكريم أنها تنقسم إلى قسمين:

قسم: تكون الضلالة فيه وصفاً وجودياً، وحالة واقعية كامنة في النفس، توجب منقصتها وظلمتها، كالكافر والمشرك والفاسق، والضلالة في هاتيك الأفراد صفة وجودية تكمن في نفوسهم، وتتزايد حسب استمرار الإنسان في الكفر والشرك والعصيان والتجرّي على المولى سبحانه، قال الله سبحانه: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178]،

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست