نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
والقرآن الكريم يصوره كذلك بصورة
الحريص على ما كلف به من مهام، فهو حريص على رعاية رعيته، وتحقيق مطالبها..
بالإضافة إلى حرصه على الدعوة إلى الله.
بالإضافة إلى ذلك كله وصفه الله كما
وصف والده بكونه أوابا، بل أثنى عليه بكونه (نِعْمَ الْعَبْدُ)، قال تعالى:﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ
الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ (النمل:16)، وقال عنه:﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ
أَوَّابٌ﴾ (صّ:30)، وقال عنه:﴿ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ
فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ
تَفْرَحُونَ﴾ (النمل:36)
وهكذا نرى صورة سليمان (ع) في القرآن الكريم، وليس فيها ـ كما في قصة أبيه ـ أي
امرأة واحدة.. لكن السلفية تأبى أن تترك سليمان من دون نساء، ومن دون اللهث
وراءهن.. ومن دون أن يضيفوا إلى ما ذكره القرآن ما يدعم به ملكه من الأبهة
والسلطان والذهب ونحوها.
فقد ذكروا في تفسير قوله تعالى ﴿أَمْ
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا
آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾
[النساء: 54] أنّه كان لسليمان (ع) ألف امرأة، ثلاثمائة مهرية وسبعمائة سرية.. لأن من
أهم مظاهر الملك عندهم هو تملك أكبر عدد من النساء، وقد فعوا ذلك إلى رسول الله a، فقد رووا عنه أنه قال: (ألف امرأة عند رجل، ومائة امرأة عند رجل
أكثر أو تسع نسوة؟)[1]
ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا إلى آية
متشابهة كان يمكنهم أن يفهموها وفق الأوصاف التي ذكرها القرآن الكريم، أو كان
يمكنهم أن يفوضوا علمها لله تعالى.. لكنهم لم يفعلوا.. ولذلك نسخت تلك الآية
الكريمة بفهمها السلفي كل شخصية سليمان (ع)، وحولته
من العبد الأواب الخاشع الخاضع المتواضع إلى زير نساء.. لا هم له إلا النساء حتى
لو كان على حساب القيم