نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
تنقص عظيم
بالسلف الصالح! وإساءة ظن بهم! ونسبة إلى الجهل وقصور العلم! ولا حول ولا قوة إلا
بالله)[1]
وقد أشار
الخطيب البغدادي إلى هذه الظاهرة في العقل السلفي، فقال منكرا لها: (وأكثر طالبي
الحديث في هذا الزمان يغلب على إرادتهم كتب الغريب دون المشهور، وسماع المنكر دون
المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء، حتى
لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبا، والثابت مصدوفا عنه مطرحا، وذلك كله لعدم
معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم، ونقصان علمهم بالتمييز، وزهدهم في تعلمه، وهذا خلاف
ما كان عليه الأئمة من المحدثين والأعلام من أسلافنا الماضين)[2]
ثم روى عن
أحمد قوله: (شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها)، وقوله: (تركوا
الحديث وأقبلوا على الغرائب ،ما أقل الفقه فيهم) [3]
وما ذكره
الإمام أحمد صحيح ودقيق، ولكن العقل السلفي لا يقبل من أحمد إلا ما يوافق مزاجه.. لأن
كل عقل ممتلئ بالحشو لابد أن يكون عقلا مزاجيا، ذلك أنه لا ينطلق للوصول إلى
الحقيقة من البحث العلمي الجاد، وإنما ينطلق من إرضاء غريزته وفضوله.