نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 108
وحققوا مناقب
عترته ومآثر آبائه وعشيرته وجاءوا بسير الأنبياء ومقامات الأولياء وأخبار الشهداء
والصديقين وعبروا عن جميع فعل النبي k في سفره وحضره وظعنه وإقامته وسائر أحواله
من منام ويقظة وإشارة وتصريح وصمت ونطق ونهوض وقعود ومأكل ومشرب وملبس ومركب وما
كان سبيله في حال الرضا والسخط والإنكار والقبول حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع
بها، والنخاعة من فيه أين كان وجهتها، وما كان يقوله عند كل فعل يحدثه ويفعله،
وعند كل موقف ومشهد يشهده تعظيما له k ومعرفة بأقدار ما ذكر عنه وأسند إليه، فمن
عرف للإسلام حقه وأوجب للرسول حرمته، أكبر أن يحتقر من عظم اللّه شأنه وأعلى مكانه
وأظهر حجته وأبان فضيلته ولم يرتق بطبيعته إلى حزب الرسول واتباع الوحي وأوعية
الدين، ونقلة الأحكام والقرآن، الذين ذكرهم اللّه عز وجل في التنزيل فقال: ﴿وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾ [التوبة: 100]، فإنك إن أردت التوصل إلى معرفة
هذا القرن، لم يذكرهم لك إلا راو للحديث، متحقق به، أو داخل في حيز أهله، ومن سوى
ذلك فربك بهم أعلم .. وكفى بالمحدث شرفا أن يكون اسمه مقرونا باسم النبي k متصلا
بذكره وذكر أهل بيته وأصحابه، ولذلك قيل لبعض الأشراف: نراك تشتهي أن تحدث فقال:
أولا أحب أن يجتمع اسمي واسم النبي k في سطر واحد)[1]
وهكذا قال الحافظ
أبو عبد اللّه الحاكم النيسابوري (المتوفى سنة 405 هـ)، فقد أورد قوله k : (لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم
حتى تقوم الساعة)[2]، ثم روى عن أحمد بن حنبل قوله جوابا لمن
سأله عن معنى هذا الحديث فقال: (إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث، فلا
أدري من هم؟)[3]