نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
الوجه السادس
أن يقال ما عُلم به أن الموجود الممكن والمحدث لا يكون إلا جسما أو عرضا أو لا
يكون إلا جوهرا أو جسما أو عرضا أو لا يكون إلا متحيزاً أو قائما بمتحيز أو لا
يكون إلا موصوفا أو لا يكون إلا قائما بنفسه أو بغيره يُعلم به أن الموجود لا يكون
إلا كذلك.. فإن الفطرة العقلية التي حكمت بذلك لم تفرق فيه بين موجود وموجود ولكن
لما اعتقدت أن الموجود الواجب القديم يمتنع فيه هذا أخرجته من التقسيم لا لأن
الفطرة السليمة والعقل الصريح مما يخرج ذلك ونحن لم نتكلم فيما دل على نفي ذلك عن
الباري فإن هذا من باب المعارض وسنتكلم عليه وإنما المقصود هنا بيان أن ما به يعلم
هذا التقسيم في الممكن والمحدث هو بعينه يعلم به التقسيم في الموجود مطلقا)[1]
وهم لا
يكتفون بتحكيم قواهم الوهمية في الحقائق الدينية، بل راحوا يستعملون هذه القوة في
إنكارهم للحقائق العلمية، والتي اتفق عليها عليها كل علماء وعقلاء العالم بعد بحوث
طويلة.
ومن الأمثلة
المشهورة على ذلك ما ذكره ابن باز في كتابه المسمى بـ (الأدلة النقلية والحسية على
جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب)، وهو من مطبوعات الجامعة
الاسلامية بالمدينة المنورة، فمن أهم الأدلة التي استعملها لإثبات سكون الأرض وعدم
حركتها الدليل الحسي الوهمي، فقد قال: (وكما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت
الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس ومكابرة للمعقول
والواقع لم يزل الناس مسلمهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة وغاربة، ويشاهدون
الأرض قارة ثابتة، ويشاهدون كل بلد وكل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء، ولو كانت
الشمس تدور كما يزعمون
[1]
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (2/ 370)
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154