نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175
منه.
ولكن مع ذلك
فإن من محاسن كلامهم في هذا الجانب هو أنه وسيلة سهلة لبيان حقيقة عقولهم، ذلك أن
البعض قد يجادل في الحقائق الدينية، ويعتبرها وجهة نظر قد يكون لها حظها من
التقدير والاحترام والصحة، خاصة عندما يكثرون من ذكر ما يسمونه أدلة من الكتاب
والسنة، أو عندما يبالغون في وصف محاسن سلفهم، وما أجمعوا عليه.
لكنه عندما
يذهب إلى كلامهم في الحقائق العلمية، ويجده بنفس تلك الصورة، ويجد عقولهم تمارس كل
أنواع الدجل لتعتبر مخالفة الحقائق العلمية سنة ودينا، حينها لن يبقى لأي عاقل شك
في كذبهم ودجلهم.
فهم كما
نقلوا الإجماع عن سلفهم في تجسيم الله، كذلك ينقلون الإجماع الذي يحرمون خرقه، عن
سلفهم في الحقائق الكونية، ولذلك فإن من يأخذ الحقائق الكونية عندهم من كلام
الكفار بدعي وضال وكافر.
يقول بعضهم
في مقدمة رسالة سماها [مختصر اللفظ في مسألة دوران الأرض][1] ـ مبينا خطر العلوم الحديثة على العقيدة الإسلامية ـ
: (فهذه وريقات صغيرة قصيرة تضاد بحوثاً وكتباً، وأفلاماً وأشرطة، ودروساً مدرسية
وجامعية، بل وتضاد تفكر كثير من الدهماء أتباع كل ناعق، ولكن لا ضير إذا كانت
مستندة إلى الحق الذي يُستقى من الوحيين. وهذه الوريقات ليست من قبيل الكلام في
الطبوليات، وإنما هي من النصح والبيان الذي أُمرنا به، وما خطت يداي هذه الأحرف
إلا بعد أن سُئلتُ عن هذه المسألة فأجبت بما أدين الله به، ولكن لم تحضرني كل
الأدلة حينها، فلزم علي الرجوع والتنقيب، والبحث والنظر والتقصي، كي أخرج بهذا
البيان في أكمل حلة؛ ولا يجوز