نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198
في الظلمة
نورا، وفي الجهالة حلما، ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة)[1]
هذه هي
الصلاة التي حث عليها القرآن الكريم، وهكذا كان رسول الله k
يصلي.. لكن السلفية أبوا ذلك، وراحوا ـ بمنهجهم الحديث الذي ذكرنا ثغراته سابقا ـ
يحاولون الوصول بانتقائيتهم المعهودة إلى الكيفية التي كان يصلي بها رسول الله k.. وهم يعلمون أن الأمة اختلفت، وأن كل طائفة ومذهب
اقتنع بقناعة معينة، فهو يصلي على أساسها محترما لغيره، معطيا الأهمية في الصلاة
لروحها ومعناها ومقصدها.
ومن أشهر
الكتب التي ألفوها في ذلك، وأثارت فتنا كبيرة في المساجد وغيرها الكتاب المعنون بـ
[صفة صلاة النبي k من التكبير إلى التسليم كأنك تراها] من تأليف
محمد ناصر الدين الألباني، والذي ذكر دوافعه من تأليفه، فقال: (ولما كنت لم أقف
على كتاب جامع في هذا الموضوع فقد رأيت من الواجب علي أن أضع لأخواني المسلمين ممن
همهم الاقتداء في عبادتهم بهدي نبيهم k
كتابا مستوعبا ما أمكن لجميع ما يتعلق بصفة صلاة النبي k
من التكبير إلى التسليم بحيث يسهل على من وقف عليه من المحبين للنبي k حبا صادقا القيام بتحقيق أمره في الحديث: (صلوا كما
رأيتموني أصلي)، ولهذا فإني شمرت عن ساعد الجد وتتبعت الأحاديث المتعلقة بما إليه
قصدت من مختلف كتب الحديث فكان من ذلك هذا الكتاب الذي بين يديك)[2]
وهذا الكلام
العنصري الخطير الذي يحصر المحبين لرسول الله k
في هذا التيار دون سائر الأمة يبين مفهوم المحبة الصادقة لرسول الله k عند السلفيين، فهي عندهم مجرد تقليد لما كان
يفعله، لا التواصل الروحي والعاطفي الممتلئ بالمشاعر النبيلة.. ولهذا نراهم يجعلون
السنة ـ كما يتصورونها ـ هي وسيلتهم للفرقة والكراهية.