نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
للبحث
العلمي.
وما فعله
الألباني هو نفس ما فعله السلفية جميعا، وفي جميع مراحل التاريخ، فقد حفظ لنا
المؤرخون الكثير من الحوادث التي كان الحنابلة سببا فيها بسبب فروع بسيطة في
الصلاة وغيرها.
ومن الأمثلة
على ذلك ما ذكره ابن الأثير في سنة 447 هـ، قال: (في هذه السنة وقعت الفتنة بين
الفقهاء الشافعية والحنابلة ببغداذ، ومقدم الحنابلة أبو يعلى بن الفراء، وابن
التميمي، وتبعهم من العامة الجم الغفير، وأنكروا الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم،
ومنعوا من الترجيع في الأذان، والقنوت في الفجر، ووصلوا إلى ديوان الخليفة، ولم
ينفصل حال، وأتى الحنابلة إلى مسجد بباب الشعير، فنهوا إمامه عن الجهر بالبسملة،
فأخرج مصحفا وقال: أزيلوها من المصحف حتى لا أتلوها)[1]
ومنها ما
ذكره ابن كثير في أحداث سنة سنة 323هجرية ـ فقد ذكر أن جماعة من الحنابلة ببغداد
اعترضوا على من يجهر بالبسملة في الصلاة، مما جعل الشرطة تتدخل ضدهم، فأمرت بأن لا
يُصلي حنبلي بالناس إلا إذا جهر بالبسملة في صلاتي الصبح و العشاء، لكن الحنابلة لم
يرتدعوا، و استمروا في عنفهم تجاه الشافعية، و لم يُوقفوا ذلك إلا بعدما أصدر
الخليفة الراضي بالله توقيعا عنيفا زجرهم فيه، و هددهم بالقتل و التنكيل، و
التشريد و حرق البيوت(1)
وقد أشار
الغزالي إلى ما يمارسه السلفية من الاستغراق في الجانب الظاهري من الشعائر التعبدية،
وإهمال الجانب الباطني، فقال: (وأما الصلاة فالفقيه يفتي بالصحة إذا أتى بصورة
الأعمال مع ظاهر الشروط وإن كان غافلا في جميع صلاته من أولها إلى