نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 278
وهو نوع من
التعبير عن إلغاء المخالف وعدم اعتباره، وذلك نتيجة لعدم اعتراف التيار السلفي به،
وهو نوع من أنواع العقوبة التي يسلطونها على المبتدعة في تصورهم.
وقد نص على
هذا جميع أئمتهم من السلف والخلف، ومن ذلك ما ذكره أبو القاسم اللالكائي (المتوفى:
418هـ) في كتابه (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)، فقد قال: (فما جني على
المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم
السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم
سبيلا، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا، وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام
دليلا، حتى كثرت بينهم المشاجرة، وظهرت دعوتهم بالمناظرة، وطرقت أسماع من لم يكن
عرفها من الخاصة والعامة، حتى تقابلت الشبه في الحجج، وبلغوا من التدقيق في اللجج،
فصاروا أقرانا وأخدانا، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا، بعد أن كانوا في الله أعداء
وأضدادا، وفي الهجرة في الله أعوانا، يكفرونهم في وجوههم عيانا، ويلعنونهم جهارا،
وشتان ما بين المنزلتين، وهيهات ما بين المقامين)[1]
وكمثال واقعي
على ذلك أنه عندما طلبت الطرق الصوفية في الجزائر من جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين – وهي
كما هو معلوم جمعية سلفية وهابية بامتياز - المناظرة والحوار، رفضت ذلك، وقد برر الإبراهيمي (المتوفى: 1385هـ) ذلك بقوله: فأجابهم
بقوله: (إن المناظرة في الشيء تستدعي نظيرين، أي مثيلين في المعنى الذي يتناظران
فيه، والمناظرة المطلوبة هنا في مسائل علمية دينية لَابَسَها تاريخ المسلمين
الطويل، وداخلتها عوائدهم واجتماعياتهم وأثر فيها هذا وذاك.. وإذا كنا نحن الطرف