نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
ولأُنازَعَنَّ
أقواماً ثم لأُغلَبَنَّ عليهم[1]، فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي. فيقال:
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)[2]
وفي رواية
أخرى أكثر صراحة عن عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله a:
(إني فرَطكم على الحوض، من مرَّ عليَّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، لَيَرِدن عليَّ
أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم. قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي
عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت: نعم. فقال: أَشهدُ على أبي سعيد الخدري
لسمعته وهو يزيد فيها: فأقول: إنهم مني. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
فأقول: سُحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي)[3]
فهذا الحديث
وغيره كثير يدل على أن الذين غيروا وبدلوا من الصحابة المقربين لرسول الله a، وإلا كيف يجادل عنهم.. وهل يمكن أن يجادل رسول الله
a عن مسيلمة وغيره من المرتدين؟.. وهل يمكن أن نعتبر
مسيلمة وأولئك المرتدين ـ كما يزعم العقل السلفي ـ صحابة؟
وهذا الحديث
الصحيح برواياته المختلفة كاف في صد دعوى الرجوع للسلف، لأن من الصحابة ـ وهم كما
يرى العقل السلفي أفضل القرون ـ من أحدث وحرف وابتدع في الدين، من غير أن تحدد لنا
الأحاديث أسماءهم، وذلك كاف وحده في اعتبارهم مثل سائر الأجيال في رد ما يرد عنهم
إلى كتاب الله وسنة رسوله a كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الحجرات: 1]، وقال: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
[1]
أي سأجادل عن أقوام رغبة في خلاصهم فلا
ينفعهم ذلك.