نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45
بالرجال
الذين يتصور أنهم سلفه الذين ينقل عنهم الدين، ويرى الأولوية لهم في بيان أحكامه.
فبينما هو
يستدل بالآيات الواردة في فضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لإقناع
جمهوره أو الرد على مخالفيه، نجده في الواقع يقصي هؤلاء السابقين إقصاء خطيرا، حتى
أننا لو رحنا لتلك الموروثات التي يستند إليها العقل السلفي لوجدنا غيابا مطلقا
لخيرة المهاجرين والأنصار.. بل غيابا مطلقا لأتباعهم وأنصارهم وتلاميذهم.
وفي نفس
الوقت نجد حضورا قويا لرجال الدين من اليهود الذين أسلموا أو الصحابة الذين
تتملذوا على أيديهم.
وبذلك فإن
سلف السلفية هم رجال الدين من اليهود، وتلاميذهم، أما الصحابة الذين ملأوا الدنيا
صراخا من أجلهم، فهم أبعد الناس عنهم.
فلو جمعنا رواياتهم
عن جميع الصحابة الذين حضروا بدرا، لم نجدها تعادل جزءا بسيطا من روايات أبي هريرة
الذين كان يجمع بين المدرستين الإسلامية واليهودية، وبين الأستاذين محمد رسول
الله، وكعب الأحبار، بل إن تلمذته على كعب الأحبار وجلوسه بين يديه أطول بكثير من
تلمذته على رسول الله a وجلوسه بين يديه.
هذه خلاصة
المغالطة، أما تفاصيل الأدلة فسنشير إليها في العنوانين التاليين:
1 ـ إقصاء السابقين من الصحابة وأتباعهم:
يذكر السلفية
ـ كما رأينا في مقدمة الكتاب ـ أنه لا يصح الاقتصار على اتباع الكتاب والسنة، بل
يشترطون في ذلك إضافة قيد مهم وخطير، وهو فهم السلف، وهم ـ كما ذكرنا في أدلتهم
على هذا القيد ـ يستدلون بما ورد في القرآن الكريم من فضل السابقين من الصحابة،
ويضيفون إلى ذلك علمهم باللغة العربية وبموارد نزول الوحي، ونحو ذلك.
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45