نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
سبيل النسيان
والسهو والتأويل.. فهؤلاء وأمثالهم من الغلاة القائلين
بالعصمة، وقد يكفرون من ينكر القول بها، وهؤلاء الغالية هم كفار باتفاق المسلمين، فمن كفر القائلين بتجويز الصغائر عليهم كان مضاهيا
لهؤلاء الإسماعيلية والنصيرية والرافضة والاثني عشرية)[1]
ونحب أن نذكر
تعليقا على هذا بأن المغالطة الكبرى الموجودة في هذا الكلام هو عن مفهوم العصمة
عند ابن تيمية وعند سلفه.. فإن كان هذا المفهوم قاصرا على ترك
الكبائر، فإن الأمة جميعا إلا ما شذ منها معصوم.. ولا مزية في هذا.. بل
إنهم في تراجمهم لمن يسمونهم أئمة السلف يذكرون تنزههم منذ صغرهم عن الصغائر، فكيف بالكبائر، في
نفس الوقت الذي يجيزون فيه على الأنبياء الوقوع في الكبائر حال صغرهم.
فمن الأمثلة
التي يوردونها كثيرا في خطبهم قولهم: (قال البخاري: ما اغتبت مسلماً منذ احتلمت.. وقال
الشافعي: لو أعلم أن الماء يفسد عليَّ مروءتي ما
شربته.. وقالوا لمحمد بن واسع: ألا تتكيء، فقال: إنما يتكيء الآمن، وأنا
لا زلت خائفاً.. وحج مسروق فما نام إلا ساجداً..).. وهكذا نجد أمثال هذه الأوصاف عند ذكرهم لأئمتهم
المعصومين.
ولم يكتف
ابن تيمية بما ذكره من اتفاق سلفه ومن شايعهم في هذه المسألة، بل يضيف إليه اعتبار ما قاله المنزهة من تنزيه
الأنبياء تحريفا للدين، يقول في (منهاج السنة): (تبعهم في هذا الباب، بل
كتب التفسير والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين
بمثل ما دل عليه القرآن، وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء، ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب هؤلاء، ولا من قال هذا يمنع الوثوق،