وما ذكره ابن
كمونة هو نفس ما يذكره السلفية الذين يقصرون العصمة على التبليغ، يقول الشيخ عبد العزيز بن باز: (قد أجمع
المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل.. فنبينا محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً، هذا
لا نزاع فيه بين أهل العلم)[2]
وقال ابن
تيمية: (فإن الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت
على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً وهذا
معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور
بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه)[3]
ولم يكتف
السلفية بهذا الاقتباس من أهل الكتاب، بل راحوا في
تفاصيل حديثهم عن الأنبياء يذكرون نفس ما يذكره أهل الكتاب، ويصورون الأنبياء بتلك الصورة المشوهة التي صور بها
الأنبياء، مبتعدين عن الصورة الجميلة التي صورهم بها
القرآن الكريم.
بل إننا نجد
من أعلامهم أو المتأثرين بهم من ذهب إلى جواز النقل المباشر من كتب أهل الكتاب بدل
الاكتفاء بما يقوله كعب الأحبار أو وهب بن منبه..
وقد ذكرنا في
كتاب [السلفية والنبوة المدنسة] الكثير من الأمثلة عن تلك
[1] ابن كمونه، سعد بن منصور، تنقيح الأبحاث
للملل الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، دار الأنصار، ص، 15-18 بتصرف.