وكل هؤلاء
الذين ذكرهم ابن تيمية هم في الحقيقة أركان التفسير الذي يعتمد عليه السلفية، لأن
تفسيرهم القرآن بالقرآن محدود جدا، وفي آيات مخصوصة فقط، ومثله التفاسير المنقولة
عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، بل لا يكاد يذكر
منها شيء، ولو ذكر فإن سند الرواية فيه عن أولئك الذين تشبعوا بالروايات
الإسرائيلية أو اختلطت أحاديثهم بأحاديث بني إسرائيل، فصارت الأحاديث المرفوعة في
ذلك كأحاديث كعب الأحبار نفسها.
وبناء على
هذا، فإن التفاسير السلفية معتمدة أساسا على التابعين، وكلهم بلا استثناء تتلمذوا
على اليهود، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، واختلطت رواياتهم عن الصحابة برواياتهم
عن اليهود.
ولذلك نجد
علما كبيرا في التفسير كمجاهد والذي أثنى عليه ابن تيمية كثيرا باعتباره من تلاميذ
ابن عباس، وقال فيه ابن سعد: (ثقة فقيه عالم، كثير الحديث)، وقال فيه يحيى القطان:
(أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به)، وقال
فيه الذهبي: (أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به)، وقال ابن كثير: (أحد
أئمة التابعين والمفسرين، كان من أخصاء أصحاب ابن عباس، وكان أعلم أهل زمانه
بالتفسير حتى قيل: إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس)[2]
نجد هذا
العلم الكبير الثقة مثله مثل سائر السلف يروي الكثير من الإسرائيليات، وهو دليل
على أنه نقلها من أهل الكتاب، فقد كان يجمع بين تلمذته على ابن عباس، وتلمذته على الكثير
من أهل الكتاب الذين أسلموا وخصوصا من اليهود منهم، كعطية القرظى.