نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
ساهمت في تشويه
المعاني القرآنية، بتحويلها إلى معان بشرية مدنسة بالانحرافات التي وقعت فيها سائر
الأديان.
لذلك فإن ما
يعتبره السلفية مكرمة لسلفهم بالمبادرة لتفسير القرآن الكريم، نراها أكبر بدعة
وانحراف ساهم في تحريف القرآن الكريم، وإبعاد الأمة عن معانيه السامية، نتيجة خلطه
بتراث الأديان الأخرى، وبالمفاهيم البشرية القاصرة.
ومن العجيب
أن السلفية الذين ذكروا من أسباب نهي سلفهم عن تدوين الحديث خشية اختلاطه بالقرآن
الكريم، نجدهم هم أنفسهم يخلطون تراث الأمم الأخرى، ومفاهيمهم القاصرة بالقرآن
الكريم.. فلا تجد آية حتى لو كانت واضحة الدلالة لا تحتاج إلى تفسير إلا وأمامها
ما قال مجاهد أو عكرمة أوقتادة أو كعب أو غيره.
فمع وضوح
معنى الكلب في قوله تعالى: ﴿وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾
[الكهف: 18] لأن العرب كانت ولا تزال تطلقه على الحيوان المعروف، إلا أن مفسر
السلفية الثقة والمشهور ابن جرير يقول في تفسير معنى [الكلب]: (اختلف أهل التأويل
في الذي عنى الله بقوله: (وكلبهم باسط ذراعيه) فقال بعضهم: هو كلب من كلابهم كان
معهم، وقد ذكرنا كثيرا ممن قال ذلك فيما مضى، وقال بعضهم: كان إنسانا من الناس
طباخا لهم تبعهم)[1] .. وهكذا نرى كيف يحرف القرآن الكريم..
فيتحول الإنسان المحترم المبجل إلى كلب.
وهكذا نراه
عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ
نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ [ص: 23]، فقد قال: (وإنما كنى بالنعجة
ها هنا عن المرأة، والعرب تفعل ذلك، ومنه قول الأعشى: