نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193
بناء على هذا
جاءت النصوص الكثيرة تبين حل كل ما يمارسه الناس في جوانبهم الشخصية من أنواع
الاختيارات ما دام ذلك لا يضرهم هم ولا مجتمعهم.. بل
ورد الأمر بأخذ الزينة والاهتمام بالهندام، كما
قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ
زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِد﴾ (الأعراف: 31)
وقال ـ
مخاطبا أولئك المتكلفين الذين يحرمون ما أحل الله ـ: ﴿قُلْ
مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ
الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
(الأعراف: 32)
هذه هي
الرؤية القرآنية لهذا الجانب الخطير من جوانب الحياة.. أما
الرؤية السلفية له، فمختلفة تماما، فهي
لا تنشئ إنسانا سويا طبيعيا يمارس تدينه الراقي بلطف ومودة ومحبة، من دون أن يصطدم مع تلك الرغبات الطبيعية التي جعلها
الله فيه.. بل هي تنشئ إنسانا مريضا معقدا منفصلا عن
نفسه وعن المجتمع.. ولذلك تكثر العقد النفسية عند هذا النوع
من المتدينين، وهذا ما يجعلهم فريسة سهلة لتبني الجماعات
السلفية المسلحة لهم.
لأن أول ما
ينشئه تدينهم فيهم هو السخط على المجتمع الذي لم يستطيعوا أن يجمعوا بين تدينهم
وبين التعايش الطبيعي معه.. فلذلك ينقمون عليه.. ولذلك يلجأون إلى الجماعات المسلحة التي تحولهم إلى
قنابل موقوتة تهدم بها أخضر مجتمعهم ويابسه.
بناء على هذا، سنذكر صورة الحياة الشخصية للرجل والمرأة كما يبرزها
التراث السلفي، وخاصة الحديث منه:
1 ـ أحكام الرجال:
ينطلق
السلفيون في تصورهم لأحكام الرجل من صورة خاطئة ممتلئة بالكثافة
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193