نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 238
بحيث لو لم
يكن له سبيل على الإشراف جاز،
بل لأن الإسلام يعلو ولا
يعلى) [1]
وبين عموم
هذا الحكم على كل الأحوال، فقال: (والذي
تقتضيه أصول المذهب وقواعد الشرع أنهم يمنعون من سكنى الدار العالية على المسلمين
بإجارة أو عارية أو بيع أو تمليك بغير عوض، فإن
المانعين من تعلية البناء جعلوا ذلك من حقوق الإسلام واحتجوا بالحديث وهو قوله: (الإسلام يعلو ولا يعلى)[2][3]
ولسنا ندري
علاقة الحديث الشريف بالموضوع،
فالحديث في حال صحته يدل على
علو المسلم بأخلاقه وقيمه الرفيعة، وهذا العلو يدل
على المعاني لا على المحسوسات،
فالمسلم يعلو بخلقه وعلمه
وتفكيره ومنهجه في الحياة، لا بالتطاول بالبنيان على غيره.
وللأسف نجد
التطبيق الخاطئ لهذا الحديث ساريا في الكثير من المسائل حتى في المجالس التي
يجلسون فيها، قال ابن القيم: (واحتجوا
بأن في ذلك إعلاء رتبة لهم على المسلمين وأهل الذمة ممنوعون من ذلك.. ولهذا يمنعون من صدور المجالس ويلجؤون إلى أضيق الطرق
فإذا منعوا من صدور المجالس والجلوس فيها عارض فكيف يمكنون من السكنى اللازمة فوق
رؤوس المسلمين) [4]
وهكذا نرى
ابن القيم وسلفه وخلفه يتدخلون في حرية لباس أهل الكتاب، كما
تدخلوا في حرية لباس المسلمين،
فقد نقل عن أبي القاسم قوله: (وجوب استعمال الغيار لأهل الملل الذين خالفوا شريعته
صغارا وذلا وشهرة وعلما عليهم ليعرفوا من المسلمين